الإمبراطورية البريطانية في الخليج خلال الحرب العالمية الثانية

اقتبس هذه المقالة

عرض عام

نبذة عن ملفات الوكالة السياسية في البحرين التي تتناول تأثير الحرب العالمية الثانية على منطقة الخليج.

يوجد في سجلات الوكالة إما (١) مركز تجاري تابع لشركة الهند الشرقية؛ أو (٢) مكتب تابع لشركة الهند الشرقية ولاحقًا للراج البريطاني. السياسية في البحرين التابعة لسجلات مكتب الهند، ما يقارب ١٥٠ ملفًا سريًا مخصصًا للحرب العالمية الثانية، يتكون محتواها من ١٨ ألف صفحة. وقد نُظمت هذه الملفات في السابق تحت عنوانَيْن: "الملف ٢٨ الحرب العالمية الثانية" (IOR/R/15/651-765)؛ "الملف ٢٩ الحرب: الإمدادات الغذائية" (IOR/15/2/766-794).

تُظهر الملفات أنّه على الرغم من عدم وجود أي تحركاتٍ عسكرية حول شواطئ الخليج طوال الحرب (باستثناء غارةٍ جريئة قامت بها ثلاث قاذفات إيطالية في أكتوبر 1940)، فقد تأثرت المنطقة بشكلٍ كبيرٍ بالنزاع. وتحتوي الملفات على مواد واسعة النطاق يبرز منها عددٌ من الموضوعات الرئيسية.

١. جهود الحكومة البريطانية في الدفاع عن هيمنتها في الخليج وحماية مكانتها بوصفها القوة الإمبريالية المهيمنة في المنطقة

ردًا على إعلان الحرب في سبتمبر ١٩٣٩، وضعت الحكومة البريطانية مرسومًا ملكيًا طارئًا في الخليج يمكِّن المسؤولين البريطانيين من فرض القوانين والتشريعات على امتداد الساحل العربي من الخليج حسب مقتضيات الواقع.

مُقتطف من إعلان المرسوم الملكي البريطاني (الطارئ) المتعلق بدول الخليج العربي، بتاريخ ٥ سبتمبر ١٩٣٩. IOR/R/15/2/726، صص. ٩٤-٩٥
مُقتطف من إعلان المرسوم الملكي البريطاني (الطارئ) المتعلق بدول الخليج العربي، بتاريخ ٥ سبتمبر ١٩٣٩. IOR/R/15/2/726، صص. ٩٤-٩٥

ساعد تعيين ضابط دفاع في البحرين، بالإضافة إلى نشر قوة شرطة خاصة وقوة دفاع، إلى جانب التوظيف في الخدمة الوطنية، على سد الفجوة بين السيطرة السياسية والعسكرية. وقد اتُّخذت إجراءات دفاعية إضافية لحماية الجزر ضد الهجمات الجوية.

تبع ذلك تدابير أكثر قوةً للحفاظ على السيطرة البريطانية في الخليج. وفي مايو ١٩٤١، قامت القوات البريطانية بغزو العراق وإعادة احتلاله وإعادة حليفها عبد الإله إلى السلطة، وذلك خوفًا من بسط دول المحور مناطق نفوذٍ لها في العراق. وفي أغسطس من نفس السنة، غزت القوات البريطانية والسوفييتية إيران، التي كانت واقفة على الحياد، فأجبرت الشاه رضا شاه بهلوي على التنازل عن العرش وأمّنت حقول النفط الإيرانية لصالح الحلفاء.

حراس بريطانيون أثناء الدوريات في محطة تكرير شركة النفط الأنجلو-إيرانية في عبادان، وذلك عشيّة الغزو الأنجلو-سوفييتي لإيران في أغسطس ١٩٤١. المصدر: متحف الحرب الإمبراطوري (E 5329)
حراس بريطانيون أثناء الدوريات في محطة تكرير شركة النفط الأنجلو-إيرانية في عبادان، وذلك عشيّة الغزو الأنجلو-سوفييتي لإيران في أغسطس ١٩٤١. المصدر: متحف الحرب الإمبراطوري (E 5329)

٢. البروباجاندا والرأي العام والمشاعر المعادية لبريطانيا

تركّزت الحرب الدعائية في الخليج العربي في موجات الراديو، حيث كانت المحطات الإذاعية البريطانية والإيطالية والألمانية تبث رسائل دعائية باللغة العربية. وقد راقب المسؤولون البريطانيون عن كثب النشاطات الدعائية وعمليات تخريب البريد، وكانت تتابع أيضًا الرأي المحلي في البحرين. كما جرت كذلك مراقبة الأشخاص المشكوك فيهم أو في اعتناقهم أفكارًا معادية لبريطانيا.

٣. القيود على الشحن ونقص الغذاء في الخليج

أدت القيود المفروضة على الشحن إلى نقصٍ حاد في السلع الأساسية كالشاي والقهوة والأرز والحبوب في منطقة الخليج، إذ فُرضت المراقبة على التصدير أو الاستيراد بدون تصاريح، وطُبق نظام الحصص وتراخيص التصدير ونظام التقنين ومراقبة الأسعار، وذلك بهدف منع التهريب والتربّح من السوق السوداء.

طبعة زرقاء لرسم بياني يُظهر طريقة مقترحة لإنشاء غطاء واقي من الطوب لخزانات التكرير في محطة تكرير النفط بالبحرين، ١٩٣٢. IOR/R/15/2/661، ص. ٣١٠
طبعة زرقاء لرسم بياني يُظهر طريقة مقترحة لإنشاء غطاء واقي من الطوب لخزانات التكرير في محطة تكرير النفط بالبحرين، ١٩٣٢. IOR/R/15/2/661، ص. ٣١٠

٤. أهمية إنتاج النفط في البحرين والمخاطر التي تواجهه

أدت المخاوف من التخريب والغارات الجوية ضد منشآت البحرين النفطية إلى وضع برنامجٍ شاملٍ من التدابير الدفاعية لحماية إنتاج النفط في البحرين. وشمل ذلك البرنامج اقتراحًا بتدمير آبار النفط ومرافق التكرير إذا وقعت في أيدي العدو.

ومع استمرار الحرب وخسارة الممتلكات المنتجة للنفط في بورما البريطانية، ازدادت أهمية نفط البحرين. وقد نما الإنتاج والصادرات بسرعة من أجل دعم المجهود الحربي.

مُقتطف من مذكرة وزارة الخارجية التي تتضمن تفاصيل العلاقات الأنجلو-أمريكية في الشرق الأوسط، بتاريخ ٢٩ أبريل ١٩٤٤. IOR/R/15/2/743، صص. ٩-١٢
مُقتطف من مذكرة وزارة الخارجية التي تتضمن تفاصيل العلاقات الأنجلو-أمريكية في الشرق الأوسط، بتاريخ ٢٩ أبريل ١٩٤٤. IOR/R/15/2/743، صص. ٩-١٢

٥. الوجود المتزايد للولايات المتحدة في المنطقة على حساب بريطانيا

شهدت المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية ازدياد التواجد الأمريكي في البحرين والشارقة والمملكة العربية السعودية. وجرى الاتفاق على سياسات أنجلو-أمريكية جديدة بخصوص المنطقة، كما زادت صادرات النفط الأمريكية وعززت القوات الأمريكية قواعدها في المنطقة.