مواطنون لكن غرباء: التاريخ الجوال لعرب الهُوِلَة

اقتبس هذه المقالة

عرض عام

يظهر في الملفات البريطانية من البحرين في ثلاثينيات القرن العشرين مصطلحٌ قد لا يكون مألوفًا لدى معظم القراء، وهو مصطلح "هولي" [حولي] (للمفرد) أو "هولة" (للجمع). في هذا المقال، يلقي مفهرسو تاريخ الخليج نظرة أقرب على هذا المصطلح لتحليل معناه.

في اللغة العربية، يدل الجذر الثلاثي "حول" على التحرك أو التغير أو التبدل من حالٍ إلى حال. ويدل مصطلح "الهُوِلَة" (وأصله "حولة" من ذات الجذر) إلى جماعة معينة، يُشار إليهم أحيانًا بالعرب المتجولين في منطقة الخليج، ولا ينبغي أن نخلط بينهم وبين بدو الصحراء المتنقلين. هاجر الهولة مجموعة من الأشخاص الذين هاجروا من السواحل العربية للخليج إلى الجانب الفارسي على مدار القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد عاد الكثير منهم إلى شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين. من السواحل العربية للخليج إلى الجانب الفارسي على مر القرنين السابع والثامن عشر، وقد عاد الكثير منهم إلى شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين. ومع الوقت باتوا يُعرفون بـ" الهولة مجموعة من الأشخاص الذين هاجروا من السواحل العربية للخليج إلى الجانب الفارسي على مدار القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد عاد الكثير منهم إلى شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين. " (أي حرفيًا: أولئك الذين تحولوا) نظرًا لهذه التحركات من الجزيرة العربية ثم عودةً إليها.

وبعيدًا عن المعنى اللغوي، فإن مصطلح الهولة مجموعة من الأشخاص الذين هاجروا من السواحل العربية للخليج إلى الجانب الفارسي على مدار القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد عاد الكثير منهم إلى شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين. يستحضر تاريخًا من التنقل والتزاوج بين المجتمعات التي تتحدث العربية والفارسية في منطقة الخليج، ويجسده في جماعة معينة. وبحلول القرن العشرين، عندما بدأ رسامو الخرائط وعلماء الأعراق البريطانيون (ومن أبرزهم جون جوردون لوريمر، مؤلف "دليل الخليج وعُمان ووسط الجزيرة العربية") في إعداد الخرائط لمنطقة الخليج، اعتبروا الهولة مجموعة من الأشخاص الذين هاجروا من السواحل العربية للخليج إلى الجانب الفارسي على مدار القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد عاد الكثير منهم إلى شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين. مجموعة عرقية منفردة. وهذا ليس لأن هناك ما يميزهم، بل العكس هو الصحيح، حيث أنهم وجدوا صعوبة في تصنيفهم كعرب أو كفرس على وجه التحديد. ويمثل اشتقاق المصطلح في حد ذاته انعكاسًا لعملية الهجرة من الجزيرة العربية ثم العودة إليها، فهو مشتق من الجذر العربي "حول"، ولكنه مع ذلك يُنطق بالهاء ("هولة" لا "حولة")، فيما يُرجَّح أنه تكييفٌ فارسي للكلمة العربية الأصلية. ولا عجب أن التكتلات السكانية الأكبر لمن يعتبرون أنفسهم من هولة الخليج العربي توجد في المدن ذات التاريخ الممتد من التجارة والهجرة مع ما يقابلها من السواحل الفارسية.

قد تكون شخصية السندباد البحري هي التجسيد الأدبي الأشهر للإرث التاريخي والثقافي المشترك بين العرب والفرس في منطقة الخليج. (ملكية عامة)
قد تكون شخصية السندباد البحري هي التجسيد الأدبي الأشهر للإرث التاريخي والثقافي المشترك بين العرب والفرس في منطقة الخليج. (ملكية عامة)

الصعوبات في الترجمة

وقد شكلت ترجمة المصطلح تحديًا غير مسبوق: هل يتم التعامل معه كمصطلح فارسي يشير إلى جماعة فارسية، أم كمصطلحٍ عربيٍ حرفه النطق الفارسي، أم كمصطلحٍ يشير إلى جماعة هجينة من العرب "المتفرسين"؟ من وجهة نظر المسؤولين الاستعماريين البريطانيين، عقَّد الإرث المزدوج لهذه الطائفة من محاولات البريطانيين لتصنيف ولاءاتهم السياسية والوطنية، وذلك على الرغم من ندرة هذه الازدواجية لدى الهولة مجموعة من الأشخاص الذين هاجروا من السواحل العربية للخليج إلى الجانب الفارسي على مدار القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد عاد الكثير منهم إلى شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين. أنفسهم، الذين طالما أكدوا على هويتهم العربية المميزة (وإن طالها التشكيك المستمر). وتوضح الصعوبة في ترجمة مصطلح الهولة مجموعة من الأشخاص الذين هاجروا من السواحل العربية للخليج إلى الجانب الفارسي على مدار القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد عاد الكثير منهم إلى شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين. أن هذا المصطلح قد أربك المسؤولين الاستعماريين الذين كانوا يحاولون فهم (ومراقبة) اختلاط الشعوب الواقعة تحت سيطرتهم، لا سيما عند نشوب النزاعات. حيث كانت الهوية القبلية أو الدينية أو العرقية للمجتمعات المحلية تُعتبر أرضية ثابتة لإقامة الفرضيات حول ولائهم النسبي للحكام المحليين، أو حتى انصياعهم للمسؤولين الاستعماريين البريطانيين أنفسهم.

الاختلاط والولاء

ونجد نموذجًا لذلك عندما بدأ المسؤولون البريطانيون في التنظير بخصوص ولاءات المجتمعات المختلفة لحاكم البحرين في ظل المطالبات الفارسية ذات العدائية المتزايدة بالجزيرة. ففي ١٩٤٩، كتب تشارلز بلجريف، المستشار البريطاني لحكومة البحرين: "كالكثير من الشعوب غامضة الأصل، فإن الهولة مجموعة من الأشخاص الذين هاجروا من السواحل العربية للخليج إلى الجانب الفارسي على مدار القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد عاد الكثير منهم إلى شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين. يروجون لأنفسهم كعرب حقيقيين بكل الطرق الممكنة. والأرجح أن خلفيتهم الفارسية العربية المختلطة تفيدهم". يستطرد بلجريف في وصفه للهولة بأنهم "غير محبوبين" و"متحمسون للسياسية"، تحديدًا بسبب "انقسام" ولاءاتهم، وإن بدا أن معرفته بعائلات الهولة مجموعة من الأشخاص الذين هاجروا من السواحل العربية للخليج إلى الجانب الفارسي على مدار القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد عاد الكثير منهم إلى شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين. اقتصرت على ما وصله من شائعات.

مقتطف من رسالة من مستشار حكومة البحرين، تشارلز دالريمبل بلجريف، إلى الوكيل السياسي في البحرين، كورنيليوس جيمس بيلي، بتاريخ ١٧ فبراير ١٩٤٨. IOR/R/15/2/485، ص. ٧
مقتطف من رسالة من مستشار حكومة البحرين، تشارلز دالريمبل بلجريف، إلى الوكيل السياسي في البحرين، كورنيليوس جيمس بيلي، بتاريخ ١٧ فبراير ١٩٤٨. IOR/R/15/2/485، ص. ٧

وقد أحبط هذا الامتزاج العرقي المحاولات البريطانية لتوقع النتائج السياسية. ويتجلى ذلك الإحباط فيما كتبه تشارلز جيفري برايور، المقيم السياسي الممثل الرئيسي للمقيمية البريطانية في الخليج وهي الذراع الرسمي للامبراطورية البريطانية من ١٧٦٣ إلى ١٩٧١ في الخليج العربي: "السياسية البحرينية عبارة عن كتلة من الخيوط المتشابكة. فلدينا العرب السنة والعرب الشيعة والفرس السنة والفرس الشيعة والشيوخ السنة والفلاحون الشيعة والسعوديون والعراقيون واليهود والهندوس والمصالح البريطانية ومصالح النفط، إلى آخره. الخليج هو القسم الأكثر تقنية في خدمتنا". ونفترض هنا أن تعبير "الأكثر تقنية" الذي استخدمه برايور يشير إلى المعرفة التقنية الضرورية بالتنوع الثقافي المحلي. حيث كان هذا التنوع الثقافي يُترجم إلى عقبات سياسية في نظر المسؤولين البريطانيين الذين كانوا يطمحون لربط هوية الأشخاص بتوجههم السياسي. وكنتيجة طبيعية لذلك الطموح، كلما زاد التنوع الثقافي في مكانٍ ما، كلما طالت القائمة المطلوبة للمجموعات الدينية والعرقية، لا سيما في سجلات الموظفين وقوائم المرتبات الحكومية وسجلات قوات الشرطة.

مقتطف من رسالة من المقيم السياسي في الخليج العربي، تشارلز جيفري برايور، إلى سكرتير الحكومة في الهند، بتاريخ ٣٠ يوليو ١٩٤٠. IOR/L/PS/12/3813، ص. ٧
مقتطف من رسالة من المقيم السياسي في الخليج العربي، تشارلز جيفري برايور، إلى سكرتير الحكومة في الهند، بتاريخ ٣٠ يوليو ١٩٤٠. IOR/L/PS/12/3813، ص. ٧

إلا أن الأصول العرقية والانتماءات الدينية لم تكن يومًا مقياسًا موثوقًا للولاءات السياسية. واتضح ذلك عندما أصبحت بلدان الخليج العربي دولًا مستقلة وبدأت في الترويج لأفكار قومية مبنية على الهوية العربية لا الكوزموبوليتانية. ونتيجةً لذلك، تبنى الكثيرون من الناطقين بالفارسية والمقيمين في الجانب العربي من الخليج تصنيف " الهولة مجموعة من الأشخاص الذين هاجروا من السواحل العربية للخليج إلى الجانب الفارسي على مدار القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد عاد الكثير منهم إلى شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين. " هويةً لهم منذ منتصف القرن العشرين، سعيًا للاندماج في مجتمعاتهم المستضيفة. فقد سمح المصطلح لأبناء الجالية الإيرانية بأن يعيدوا صياغة هويتهم في إطارٍ يتيح لهم الاحتفاظ بخلفيتهم الفارسية وادعاء العروبة في الوقت ذاته. وبذلك أُبهم العنصر المتبقي في تمييز من كان مصطلح " الهولة مجموعة من الأشخاص الذين هاجروا من السواحل العربية للخليج إلى الجانب الفارسي على مدار القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد عاد الكثير منهم إلى شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين. " الأصلي يشير إليهم (العرب العائدون)، وبالتالي لم تعد هناك حجج مقنعة لاعتبار الهولة مجموعة من الأشخاص الذين هاجروا من السواحل العربية للخليج إلى الجانب الفارسي على مدار القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد عاد الكثير منهم إلى شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين. فئة مميزة ثقافيًا أو اقتصاديًا أو سياسيًا اليوم، وإن كانوا ما يزالون يمثلون جماعةً عربية تاريخية مهمة.

مفاهيم متقلبة

وما يلفت النظر أن تطور تعريف الهولة مجموعة من الأشخاص الذين هاجروا من السواحل العربية للخليج إلى الجانب الفارسي على مدار القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد عاد الكثير منهم إلى شبه الجزيرة العربية منذ ذلك الحين. قد تمحور حول ادعاء العودة كصورة من صور "لم الشمل" الاجتماعي، وكهوية "عرقية" مبنية على دعاوى الهجرة والعودة، لا الدم والأرض. ويشهد المصطلح في حد ذاته على التنوع الثقافي لمنطقة الخليج، كما يشهد على التباين بين العلاقات الحالية المتوترة بين إيران والعالم العربي وذلك الإرث التاريخي من الهجرة الاعتيادية والتزاوج المتكرر. فربما كانت ترجمة المعنى الحرفي للمصطلح وشرح اشتقاقه أمرًا بسيطًا، أما الجوانب السياسية والتاريخية التي تكسبه معناه الحقيقي فهي مسألة أكثر تعقيدًا.

 

مراجع إضافية

 

Ahmed al-Dailami, ‘”Purity and Confusion”: The Hawala between Persians and Arabs in the Contemporary Gulf’ in Lawrence G. Potter (ed.) The Persian Gulf in Modern Times: People, Ports, and History, Palgrave Macmillan, New York, 2014, pp. 299-326

Madawi Al-Rasheed (ed.) Transnational Connections and the Arab Gulf, Routledge Taylor & Francis Group, London and New York, 2005

Willem M. Floor, The Persian Gulf: The Hula Arabs of the Shibkuh Coast of Iran, Mage Publishers, Washington, D.C., 2014