"من أجل الحرية": ملصقات الدعاية البريطانية إبان الحرب العالمية الثانية باللغة العربية

اقتبس هذه المقالة

عرض عام

يحتوي ملف متواضع ذو طبع مالي - والذي يمثل جزءاً من سجلات مكتب الهند - على مثال مفاجئ للدعاية البريطانية باللغة العربية.

يحتوي ملف متواضع ذو طبع مالي - والذي يمثل جزءاً من سجلات مكتب الهند إدارة الحكومة البريطانية التي كانت الحكومة في الهند ترفع إليها تقاريرها بين عامي ١٨٥٨ و١٩٤٧، حيث خلِفت مجلس إدارة شركة الهند الشرقية. مثال مفاجئ للدعاية البريطانية باللغة العربية. ومن اللافت للنظر أنه تم حفظ مثالين نادرين من ملصقات الدعاية البريطانية إبان الحرب العالمية الثانية في هذا الملف لأن الحسابات المالية التابعة للحكومة البحرينية كانت مطبوعة على ظهريهما. ويبدو أن الوكيل السياسي مبعوث مدني رسمي من الامبراطورية البريطانية البريطاني في البحرين قد استخدم الملصقات بدلاً من الأوراق العادية نظرًا لوجود نقص في الإمدادات بسبب الحرب العالمية الثانية.

ملصق دعاية بريطاني حوالي١٩٤١–١٩٤٢. IOR/R/15/1/355، ص. ٤٢
ملصق دعاية بريطاني حوالي١٩٤١–١٩٤٢. IOR/R/15/1/355، ص. ٤٢

صورة تقدمية لبريطانيا فيما يبدو

الحسابات الموجودة على ظهر المثالين تخص السنتين الهجرية ١٣٦٢ و١٣٦٣ (حوالي ١٩٤٣) ولكن لم تشمل الملصقات في حد ذاتهما على تواريخ. وبالنظر إلى أن واحدًا منهما يصف نموذج برلمان وهمي للأطفال يناقش إعادة تخطيط لندن بعد الحرب، يبدو أن الملصقان صدرا في وقت ما بعد مايو ١٩٤١ عندما وضعت الحرب أوزارها، وبهذا يكونان معاصرين تقريبًا للحسابات المالية المطبوعة على ظهريهما.

الغلاف الأمامي "للملف 19/176 VI موارد البحرين المالية". IOR/R/15/1/355
الغلاف الأمامي "للملف 19/176 VI موارد البحرين المالية". IOR/R/15/1/355

جرت المحاولة في كلا المثالين لتعزيز صورة قوية تقدمية عن بريطانيا ولتأكيد اشتراك طلاب المدارس (من كلا الجنسين) في المجتمع البريطاني وفي تشكيل مستقبل البلاد. من خلال تصوير الأطفال المشتركين في نموذج وهمي للبرلمان، يشير الملصق الأول ليس فقط إلى البرلمان البريطاني الحقيقي - على النقيض من النظام الألماني الدكتاتوري - ولكن أيضًا إلى الطبيعة الشاملة المزعومة لبريطانيا الحديثة التي تشارك الشباب في المسائل الإجتماعية العامة.

صناع وجنود الغد

أما الملصق الآخر فهو يقدم صورة أوضح للطابع العسكري للشباب البريطاني بالشعار "يتمرن طلبة المدارس بريطانيا اليوم ليكونوا صناع وجنود الغد". ويحمل الملصق صورة كبيرة لصبى في زي الجيش البريطاني يطلق النار برشاش برن. ويتناول نَص هذا الملصق الخدمة العسكرية للشباب في البلاد.

ملصق دعاية بريطاني حوالي١٩٤١/٢. IOR/R/15/1/355، ص. ٤١
ملصق دعاية بريطاني حوالي١٩٤١/٢. IOR/R/15/1/355، ص. ٤١

على كلا المثالين، يظهر الشعار "من أجل الحرية" أسفل صورة للعلم البريطاني. ويُعتبر إستخدام هذا الشعار ساخر نظراً لكون بريطانيا قوة استعمارية عالمية في ذلك الوقت، ولها مسؤول سياسي في البحرين اعترف علنياً أن بريطانيا "رفضت منح حرية التصرف للبحرين". في الواقع، كان العديد من الأفراد المستهدفين بهذه الملصقات المكتوبة باللغة العربية يعيشون تحت هيمنة الإمبراطورية البريطانية.

التحكم البريطاني في البحرين

كان هذا حقيقيًا وبخاصة في حالة البحرين. فرغم أن هذه البلاد لم تكن يومًا جزءًا من الإمبراطورية البريطانية بشكل رسمي، إلا أن هناك معاهدات أُبرمت بين الحكومة البريطانية وعائلة آل خليفة في القرن التاسع عشر والتي أعطت بريطانيا السلطة للتحكم في العلاقات الخارجية للبحرين، مما أدمج هذه الدولة في النظام الإمبراطوري البريطاني.

تفاصيل "من أجل الحرية". IOR/R/15/1/355، ص. ٤٢
تفاصيل "من أجل الحرية". IOR/R/15/1/355، ص. ٤٢

إبان الحرب العالمية الثانية، كان الشرق الأوسط ساحة للنزاع الدعائي بين بريطانيا وحلفائها وبين ألمانيا النازية وبقية دول المحور. وقد وجدت دعاية الحكومة الألمانية - البث الإذاعي باللغة العربية في بعض الأحيان - جمهوراً لها في بعض مناطق الخليج. فكانت المطبوعات مثل هذه الملصقات تصدر عن البريطانيين لمجابهة هذه الدعاية الألمانية.