عرض عام
في ٢٨ مارس ١٨٥٤، كتب النقيب أرنولد كمبال، المقيم البريطاني في الخليج، إلى حكومة بومباي حوالي ١٦٦٨-١٨٥٨: إدارة شركة الهند الشرقية في مدينة بومباي [مومباي] وغرب الهند. ١٨٥٨-١٩٤٧: تقسيم فرعي تحت حكم الراج البريطاني، كان معنيًا بالعلاقات البريطانية مع الخليج والبحر الأحمر. للإبلاغ عن هروب جرَّاف فحم من عمله على متن الفرقاطة البخارية "أكبر" التابعة لشركة الهند الشرقية، والتي كانت راسية في ميناء بوشهر الفارسي. وقد أشار كمبال إلى أن هذا الرجل هو رقيق آبق الذي كان يعيش في بوشهر سابقاً.
اتجهت الظنون في البداية إلى أن هذا الرجل ربما أُعيد استرقاقه من قبل سيده، وبعدئذ أكَّدت التقارير على أنه عاد في واقع الأمر إلى زوجته وطفله اللذيْن أُجبر على تركهما بينما كان يبحث عن الحرية. وقد طلب كمبال إرشادات من الحكومة. هل يسمح بإعادة استرقاق الرجل من قبل سيده القديم في بوشهر؟ أم هل يبقى تحت الحماية البريطانية؟
طاقم السفينة "أكبر"
لم تكن حالة جراف الفحم الذي يعمل على متن الفرقاطة "أكبر" فريدة من نوعها بالنسبة إلى سفن البحرية الهندية. لأنه في أغلب الأحيان كان الرقيق والمُعتقين من الرِق يشكلون غالبية الأطقم العاملة على ظهر هذه السفن. وفي رده على استفسار كمبال، قال حاكم بومباي أنه بناءً على أقوال الملازم بالفور، قائد السفينة "أكبر"، لا يزيد البحارة الأوروبيون العاملون في الطاقم الذي يترأسه عن اثنين وعشرين رجلاً، بينما عدد "السيديز": (الاسم المستخدم غالبًا في وصف الأفارقة العاملين في خدمة البحرية) والذي معظمهم كانوا من الرقيق الآبق، يبلغ خمسين رجلاً. وقد كتب الحاكم قائلاً "كلي ثقة من أن أغلبية البحارة العاملين على متن بواخرنا في هذا التوقيت بالذات من الأفارقة وأن غالبيتهم من الرقيق الهارب".
الشتات الأفريقي
تسلط هذه الإحصائيات الضوء على جانب واحد من إرث تجارة الرقيق في المحيط الهندي، التي يمكن القول إنها بلغت ذروتها في أواسط القرن التاسع عشر: فكان المتجولون، والذين كان الكثير منهم ينتمون إلى مناطق شرق أفريقيا، يؤخذون من الأماكن التي عاش فيها أجدادهم وغالبًا ما كانت تقطع صلتهم بعائلاتهم، وفيما بعد استخدموا سفن البحرية الهندية كوسيلة للهروب من أسيادهم حتى ينالوا حريتهم. وقد ساعدوا في ملء موانئ الخليج والسواحل الشمالية الغربية للمحيط الهندي بمزيج متنوع من البشر، بما في ذلك الأفارقة والهنود والعرب والفُرس، حيث أقاموا فيها مؤقتًا وهم يبحثون عن العمل على أي سفن عابرة.
انتهى الحال بالكثير من الرقيق المُعتق أو الهارب بأن أرسلهم مسؤولو الحكومة البريطانية إلى بومباي. هنا كان يُجنَّد الكثير منهم في صفوف البحرية الهندية، ومن المفترض أن أكثر من نصف الأفارقة الذين أشارت التقارير إلى أن عددهم بلغ ألفين شخص في بومباي في سنة ١٨٦٤ كان يتم تشغيلهم في أعمال بحرية. بينما كان يتم إرسال الآخرين إلى المزارع في أماكن مثل زنجبار وسيشيل، حيث لم تكن حالتهم أفضل بكثير من الاسترقاق الذي هربوا منه.
وشكَّلت قضية جرَّاف الفحم العامل على متن السفينة "أكبر" سابقة لها ما بعدها من القضايا المماثلة. وقضى الحاكم بأنه إذا كان الرجل قد هجر سفينته كما فعل جرَّاف الفحم الذي كان على متن السفينة "أكبر"، إذ ذاك لن تكون للسلطات البريطانية أية صلة به وسيكون مصيره في يد السلطات المحلية.