عرض عام
جورج بارنز بروكس هو شخصية مهمة في تاريخ البحرية الهندية. وُلد بارنز في إنجلترا وأخذ أول رحلة له على سفينة في سن الحادية عشر، ثم قضى ستة عشر عاماً في الخدمة البحرية في بومباي. وفي١٨٢٠، عُين مساعدًا للنقيب جاي على متن سفينة سايكي التابعة لشركة الهند الشرقية، وهي إحدى السفن الثلاث المشتركة في بعثة لإجراء مسح عن مياه الخليج الساحلية.
مسح سنة ١٨٢٠
أمرت حكومة بومباي حوالي ١٦٦٨-١٨٥٨: إدارة شركة الهند الشرقية في مدينة بومباي [مومباي] وغرب الهند. ١٨٥٨-١٩٤٧: تقسيم فرعي تحت حكم الراج البريطاني، كان معنيًا بالعلاقات البريطانية مع الخليج والبحر الأحمر. بعملية المسح لأسباب متعددة: "الحد من القرصنة وتوسيع النشاط التجاري، الحفاظ على الوضع الراهن للحكام، منع النفوذ الأجنبي، وقمع تجارة الرقيق". قرر النقيب جاي التقاعد خلال البعثة، مما أدى إلى تولي بروكس منصبه.
استغرقت البعثة عشرة أعوام وتمخض عنها أدق مسح للسواحل الخليج حتى اليوم، نتج عنها أربعة عشر مخطط وكذلك عدد من الأعمال الأدبية واصفة طبوغرافية منطقة الخليج، التجارة والأعراف السائدة من بين سكانها. وأدت التطورات في القياس العلمي إلى الاستعاضة بعد قليل عن الخرائط المنتجة من قبل البعثة في عشرينيات القرن التاسع عشر. كانت دقة الخرائط مشكلة مهمة، من بين أسباب ذلك كانت الأخطاء في إجراء الحساب لخط الطول من بومباي، الذي تبين لاحقًا أنها حسبت مخطئاً بأنها سبعة أميال أبعد إلى الشرق.
مذكرات بروكس الوصفية
مع ذلك، بقي المسح الذي أُجري في عشرينيات القرن العشرين مهماً لقيامه بتسجيل الأماكن والشعوب التي صادفها المساحون. كان كتاب بروكس "مذكرات وصفية للملاحة في الخليج الفارسي المصطلح التاريخي المستخدم للإشارة إلى المسطح المائي الذي يفصل بين شبه الجزيرة العربية وإيران. " المنشور بعد وفاته في ١٨٥٦، مبنيًا على ملاحظات تفصيلية سجلها في يومياته الخاصة أثناء البعثة. وبما أن قلق البريطانيين من "القراصنة" القاطنين في موانئه كان إحدى الأسباب الرئيسية لإجراء مسح عن مياه الخليج، فإنه ليس من المستغرب أن بروكس ركز على بلدات مثل رأس الخيمة، وهي في رأي بروكس كانت من أهم الموانئ للقراصنة في المنطقة، قبل أن خاضت شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا حملة بحرية ضد هذا الميناء سنتي ١٨١٩ و١٨٢٩.
كتب بروكس عن وجود ما يصل إلى ٧٠٠٠ رجل وثمانين قاربًا بالميناء قبل سنة ١٨١٩، وكان الكثير منها مسلحًا بالمدافع. وكان هناك نحو سبعون مدفعًا مثبتًا حول أسوار المدينة. وأضاف بروكس أنه وجد هناك آنذاك ٤٥٠٠ نسمة، مشيرًا إلى أن البلدة قد تم تدميرها بالكامل من قبل القوات البريطانية إلى حد أنه "يصعب الآن تحديد شكل المنازل قبل الهجوم".
أبحر بروكس متوغلًا نحو الغرب في المياه الضحلة ومداخل ساحل قطر، والتي أدرك المستكشفون حينها أنها جزيرة مميزة في الخليج. وصل بروكس على الساحل القطري إلى بلدة البدع، حيث بلغ تعداد سكانها ٤٠٠ نسمة وزاد إلى ١٢٠٠ خلال موسم صيد اللؤلؤ، وبلدة الزبارة وهي بلدة كبيرة كانت موقعًا تجارياً مهماً قديماً، لكنها متهدمة الآن.
حياة بروكس المهنية بعد ذلك
ظل بروكس في طليعة البحرية والملاحة طوال حياته المهنية. وخلال ثلاثينيات القرن التاسع عشر ومع إلغاء بريطانيا الرق في أرجاء إمبراطوريتها، أبلغ بروكس عن استمرار تجارة الرقيق بين الهند وأفريقيا. وفي نهاية ثلاثينيات القرن التاسع عشر، كُلف بروكس بمسؤولية إحضار الفرقاطات البخارية من إنجلترا إلى الهند والخليج. في ١٨٣٨، حاول وفشل في الإبحار بالسفينة البخارية سيميراميس من بومباي إلى البحر الأحمر خلال موسم الرياح الموسمية الجنوبية الغربية، ووصف هذا التحدي بأنه "مصدر قلق لحكومة بومباي".
في ١٨٣٩ وقبل ثلاث أعوام من تقاعده، عاد بروكس إلى الخليج ولكن هذه المرة كقائد أسطول الخليج العربي. وفي ١٨٤١، قام بجولة في الخليج مرة أخرى في فرقاطة بخارية أخرى تابعة للبحرية وهي سيزوستريس. لم تكن هذه الرحلة مفيدة مثل الرحلة الأولى لبروكس، حينما أمر القائد بقصف دبي والبدع (الدوحة اليوم) كعقوبة لأنشطتهم "القرصنة". في السابق، كان كلا الميناءين محميين من القصف البحري الشديد بالمياه الضحلة المحيطة بهما. ولكن مع تمديد نطاق المدافع التابعة لأسطول الخليج العربي - إلى جانب مخططات الملاحة المعدلة التي ساعد بروكس على رسمها منذ أعوام - أصبح الميناءان مستهدفين من البحرية الهندية. اتسمت هذه الحلقة كواحدة من آخر غزوات بروكس البحرية في الخليج، وبعدها عاد إلى إنجلترا في ١٨٤٢، ثم توفي في ١٨٥٠.