وفاة كريم خان زند، حاكم بلاد فارس

اقتبس هذه المقالة

عرض عام

لقد كان موته في ١٧٧٩حدثًا أثار القلق بين الفارسيين والتجار الأجانب وكان الشرارة لفترة من الإضطراب الحاد في إيران.
صورة لكريم خان زند من العصر الثامن عشر (متحف إيران الوطني).
صورة لكريم خان زند من العصر الثامن عشر (متحف إيران الوطني).

كان وفاة كريم خان زند في ١٧٧٩ حدثًا أثار القلق بين الفارسيين والتجار الأجانب وكان الشرارة  لفترة من الاضطراب الحاد في إيران (يشار إليه في سجلات مكتب الهند إدارة الحكومة البريطانية التي كانت الحكومة في الهند ترفع إليها تقاريرها بين عامي ١٨٥٨ و١٩٤٧، حيث خلِفت مجلس إدارة شركة الهند الشرقية. في تلك الفترة باسم "Carim Caun").

في ١٠ مارس من تلك السنة، انتشرت شائعات عن موته، وكتب جون بومونت المقيم التابع لشركة الهند الشرقية في بوشهر إلى نظيره في البصرة ويليام ديجز لاتوش أن خبر وفاته قد "سبب الفزع للكثير من الفارسيين" (IOR/R/15/1/3، صص.١٥–١٦).

بومونت يصدر تقرير عن شائعات الحدث "المُفزع". IOR/R/15/1/3، ص.١٥
بومونت يصدر تقرير عن شائعات الحدث "المُفزع". IOR/R/15/1/3، ص.١٥

بعد ستة أيام، تلقى بومونت تأكيدًا للشائعة وأرسل خطابًا على الفور إلى رئيسه ويليام هورنبي، رئيس وحاكم المجلس في بومباي، لإعلامه بالأخبار (IOR/R/15/1/3، صص.١٦١٨). 

تقارير من شيراز تؤكد الخبر. IOR/R/15/1/3، ص.١٦
تقارير من شيراز تؤكد الخبر. IOR/R/15/1/3، ص.١٦

الاستقرار والسلام

في وقت وفاته، كان كريم خان قد حكم بلاد فارس لمدة تزيد على ثلاثين سنة أثبت خلالها أنه حاكم محبوب وحكيم وبارع. وقد نجح في إعادة قدرٍ مُمَيّزٍ من السلامة والرخاء في دولة عانت من النزاع لعدة سنوات، وفي عهده استعادت شيراز عظمتها ووطدت بلاد فارس علاقاتها بالقوى الأجنبية ومنها إمبراطورية المغول وشركة الهند الشرقية،

حيث أن كريم خان أتاح للشركة إنشاء مركز تجاري في بوشهر في ١٧٦٣. وكان حكمه تغييرًا جيداً في رأي سكان فارس بعد أن عانوا من عقود من الطغيان والظلم على أيدي حكام سابقين، وخاصةً نادر شاه، الذي حكم من ١٧٣٦ وحتى اغتياله في ١٧٤٧.

نال كريم خان تقدير واحترام وحُب الشعب الإيراني المعاصر لإنجازاته وأسلوبه في الحكم - ويوجد تمثال ضخم له خارج محل الإقامة الذي شيَّده في شيراز. ومما يدل على طبيعة حكمه أنه لم يتخذ أبدًا لقب الشاه وإنما فضَّل لقب وكيل الرعايا (وهو لقب بمعنى وكيل أو مندوب الشعب). 

تمثال لكريم خان زند أمام القلعة في شيراز التي كان يعيش فيها. القلعة معروفة بإسم أرك كريم خان وتم تحولها إلى متحف اليوم.
تمثال لكريم خان زند أمام القلعة في شيراز التي كان يعيش فيها. القلعة معروفة بإسم أرك كريم خان وتم تحولها إلى متحف اليوم.

الخلافة والعواقب

حيث إن كريم خان لم يُعيِّن خليفة له، فقد برز بعد وفاته عدد من الخلفاء المحتملين والمتنافسين بسرعة، وشب نزاع عنيف على السلطة، والذي أدى إلى اندلاع الحرب والاضطرابات الشعبية في البلاد لفترة طويلة. لقد كانت وفاته مصدر خوف وقلق ليس فقط للشعب الفارسي وإنما أيضًا لـ بومونت وغيره من المسؤولين في شركة الهند الشرقية مؤسسة بريطانية كانت تدير المصالح التجارية والعسكرية في الهند وجنوب غرب آسيا . حيث كانت الشركة تزاول أنشطتها في بلاد فارس بإذن من كريم خان وقد أدى الاستقرار الذي شاع في حكمه إلى ازدهار التجارة وزيادة عوائد الشركة.

بعد وفاته كان مصير بلاد فارس غامض ولم يكن واضح مدى تأثير وفاته على وضع المقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. في بوشهر والأنشطة التجارية للشركة في المنطقة. استمرت هذه الحالة من عدم الاستقرار والارتباك لعدة سنوات وأجبرت المقيم في بوشهر على مراقبة وضع الدولة السياسي والمُعقد. ومن ثم تعتبر ملفات مقيمية مكتب تابع لشركة الهند الشرقية، ومن ثمّ للراج الهندي، أُسِّس في الأقاليم والمناطق التي كانت تُعتبر جزءًا من الهند البريطانية أو ضمن نطاق نفوذها. بوشهر مصدرًا قيِّمًا للمعلومات حول التطورات السياسية في بلاد فارس ابتداءاً من هذه الفترة.