الجزء الثالث – المصطلحات الملاحية في سجلات مكتب الهند: السفن غير الأوروبية في عصر الشراع

اقتبس هذه المقالة

عرض عام

تباينت وتعددت أنواع السفن التي استُخدمت من البحر الأحمر حتى الهند. وقد تطورت كلها على مر السنين لتوائم الظروف المحلية. هذا هو المقال الثالث في سلسلةٍ من ثلاثة مقالاتٍ تقدم فيها الكاتبة سياقًا وشرحًا للمصطلحات الملاحية الواردة في سجلات مكتب الهند.

المقالات الأخرى في هذه السلسلة: الجزء الأول، الجزء الثاني

ملاحظة: تحتوي قائمة المصطلحات على المزيد من المصطلحات الملاحية في السجلات.

المراكب غير الأوروبية

استُخدمت السفن للملاحة في الخليج على مدى آلاف السنين، وتحفل سجلات مكتب الهند إدارة الحكومة البريطانية التي كانت الحكومة في الهند ترفع إليها تقاريرها بين عامي ١٨٥٨ و١٩٤٧، حيث خلِفت مجلس إدارة شركة الهند الشرقية. بالإشارات إلى السفن غير الأوروبية، من وصف المسافرين الأوروبيين لها في القرن السابع عشر حتى الدراسات الاستقصائية الاقتصادية في القرن العشرين. وتظهر السفن في السجلات في عدة سياقات، مثل فقدان السفن التجارية حمولتها بسبب تحطمها أو تعرضها لهجوم، أو مداهمة السفن الحربية للمراكب التابعة لدول الخليج. ولا يسهل التمييز بين المراكب المدنية والحربية غير الأوروبية، فغالبًا ما كانت تُستخدم نفس القوارب لصيد اللؤلؤ والتجارة، وكانت تُجهّز بالسلاح أيضًا في أوقات الحرب. عندما كتب المسؤولون البريطانيون عن أنواع هذه المراكب، لم يكن الوصف دقيقًا دائمًا، مما صعّب من إمكانية التعرف عليها. ولم تأتِ جميع المراكب غير الأوروبية التي وُصفت في السجلات من الخليج؛ فبعضها أتى من الهند، لذا كثيرًا ما كانت سجلات القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تصف طواقمها على أنهم رعايا بريطانيون وحمولاتها على أنها تحت الراية البريطانية. من بين المراكب غير الأوربية العديدة التي جابت الخليج، يركز هذا المقال على المراكب التي يتكرر ذكرها في السجلات.

يجدر التنويه بأن الأوصاف الواردة في هذا المقال تعتمد على التصنيفات الأوروبية المبينة في الجزء الأول، إلا أن سكان الخليج الذين ألفوا البحر كانت لديهم تقاليدهم الخاصة المتوارثة لصناعة السفن وتصنيفها. وعلى الرغم من وجود بعض التداخل، فإن هذا التراث المحلي يختلف بشكلٍ ملحوظ عن التقاليد الأوروبية. نتيجةً لذلك، قد لا يطابق أسلوب الوصف الوارد هنا الأوصاف المحلية، سواء في الماضي أو في الحاضر.

أنواع المراكب غير الأوروبية

«باتامار»: سفينة ساحلية هندية سريعة، مستوحاة من التصاميم العربية والأوروبية، تتميز بمؤخرة مستديرة (مثل الكوتية) ومُقَدَّم عالٍ وطويل. كان لها صاريان أو ثلاثة مجهزة بأشرعة "لاتين". وعندما كان لها صاريان فقط، كانا ينحنيان إلى الأمام بزاويةٍ واضحة، في حين يكون الصاري الثالث (إن وُجد) عموديًا. تراوح وزن حمولتها بين ٦٠ إلى ١٨٠ طنًا تقريبًا. وكثيرًا ما كانت تُستخدم لنقل الرسائل نظرًا لسرعتها.

«باتِلّة»: مركب صغير من شمال غرب الهند، يُستخدم لنقل البضائع، مؤخرته مربعة ومسطحة، ومُقَدَّمها  طويل مثل مركب " الغراب سفينة مسطحة ذات مقدمة بارزة. ".

بَتّيل: سفينة متعددة الاستعمالات، حيث كانت تُستخدم في صيد اللؤلؤ أو التجارة الساحلية أو تجارة الرقيق أو كسفينة حربية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. كانت البتيل سفينة منخفضة بالنسبة لمستوى الماء، وكان لها بدن انسيابي في جهة المقدمة والمؤخرة، وعمود مؤخرة مرتفع بنتوءات أمامية. عُرفت بسرعتها، وتراوح وزن حمولتها بين ١٥-٢٠٠ طن.

«بَجْرا»: مركب قعره مستدير ومسطح قليلاً ومؤخرته عالية. كانت يُستخدم كقارب نهري في الهند، وكان يُزود بسطحٍ كلي أو جزئي. وتخلط السجلات الأوروبية بين البجرا والبغلة أحيانًا.

بَغْلة: سفن كبيرة كانت تُستخدم في التجارة بين الخليج والساحل الغربي للهند. يبلغ طولها في المتوسط ٣٠ مترًا، ويتألف طاقمها من ٣٠ فردًا على الأقل. كان لها صاريان أو ثلاثة مع أشرعة "لاتين" وبدن يشبه بدن سفن "إيست إنديامان". كما تميزت البغلات بمقدمة مقوسة، ومؤخرة مربعة محفورة، ومنصات ربعية ذات خمس نوافذ ومزخرفة عادةً. كانت تُستخدم أنواع أصغر منها أدنى نهريّ دجلة والفرات. بُنيت البغلات في كوتشي وعلى ساحل مالابار وفي الكويت، وعلى الرغم من أنها كانت تُستخدم للتجارة بشكلٍ أساسي، كان يتم تسليحها أحيانًا لأغراضٍ دفاعية. وتشير المصادر المبكرة أحيانًا إلى البغلة سفينة تجارية كبيرة. على أنها سفينة ذات مؤخرة مدببة تُستخدم كسفينة حرب.

بَقّارة: مركب عادةً ما كان له صاريان عندما كان تابعًا للموانئ الخليجية، وصارٍ واحد عندما كان يأتي من الساحل الإيراني أو العُماني. استُخدمت البقارة للتجارة وصيد اللؤلؤ وأحيانًا في الحروب، وكانت مقدمتها حادة مدببة بدون زخرفة.

بُوم: سفينة بضائع كويتية لها مؤخرة مدببة، وتتميز بمُقَدَّم مستقيم وطويل ومدبب يُطلى رأسه عادةً باللونين الأسود والأبيض. بالرغم من كونها سفينة تجارية في المقام الأول، استُخدمت البوم أيضًا في صيد اللؤلؤ وحلت محل مركب البغلة سفينة تجارية كبيرة. الأكبر منها حجمًا. كان لها صاريان: صارٍ رئيسي مائل نحو الأمام، وصارٍ خلفي عمودي. وقد كانت بعض التصاميم الأكبر حجمًا مزودة بثلاثة صوراي.

ترانْكي: سفينة مسلحة كبيرة وسريعة استُخدمت في النقل والتجارة والحرب من القرن السادس عشر حتى الثامن عشر. تميزت بعمود مقَدّم منخفض ومؤخرة عالية وصارٍ واحد.

جالبوت: قارب ساحلي من شمال الخليج تطور من سفينة الجاليفات. كان له مقدّم عمودي ومؤخرة مسطحة وصارٍ واحد. كانت أكبر مراكب الجالبوت تُستخدم في صيد اللؤلؤ والأسماك وفي نقل البضائع، أما أصغرها فكانت تُحمل كزوارق على متن السفن الكبيرة.

«جاليفات»: سفينة حربية كانت تُبنى بصارٍ واحد أو اثنين وتُجهز بأشرعة "سِتي" أو "لاتين"، كما كانت تُزود بمجاديف. كانت تشبه في شكلها مركب الغراب سفينة مسطحة ذات مقدمة بارزة. وتحمل على متنها مدافع دوارة أو مدافع صغيرة. بحلول القرن التاسع عشر، تغيرت مهامها وأصبحت تُستخدم كقارب ساحلي متعدد الاستعمالات، وتطورت إلى مركب الجالبوت.

داو مصطلح اعتمده المسؤولون البريطانيون للإشارة إلى المراكب الشراعية المحلية المستخدمة في غرب المحيط الهندي. : مصطلحٌ يصعب الجزم بأصله، اعتمده المسؤولون البريطانيون للإشارة إلى المراكب الشراعية المحلية المستخدمة في غرب المحيط الهندي التي كانت تتميز عادةً بأشرعةٍ مثلثة (تجهيز لاتين). يُستخدم أحيانًا كمصطلحٍ شاملٍ للإشارة إلى المراكب غير الأوروبية، وأحيانًا يشير إلى أنواعٍ معينةٍ من السفن. ومن غير الواضح إذا كانت الاستخدامات البريطانية لهذا المصطلح تقابل استخداماته المحلية.

صورة رجل مع نموذج مصغر لمركب داو. التُقطت في بندر لنجة، ١٩١٨. Photo 496/6/18
صورة رجل مع نموذج مصغر لمركب داو. التُقطت في بندر لنجة، ١٩١٨. Photo 496/6/18

«دِنْجي»: قارب هندي صغير، بشراع "سِتي"، وصارٍ مائل للأمام، كان يُستخدم على الساحل الغربي للهند، وكانت تستخدمه السفن الكبيرة في بعض الأحيان كزورق للسفينة. تطور مسمى "دنجي" ليصبح مصطلحًا أنجلو-هنديًا يشير إلى القوارب النهرية الصغيرة المستخدمة لنقل البضائع والركاب.

دَنْقِيّة: سفينة كويتية سريعة لها مؤخرة مدببة مائلة وصاريان. مقَدّمها مقوّس بعض الشيء، وكثيرًا ما كان يعلوه رأس طائر يواجه الخلف. كان يُخلط بينها وبين مركب الترانكي في بعض الأحيان. تُكتب أيضًا "دَنْكِيّة" و"دَنْجِيّة".

سُنْبوك: تشير هذه التسمية في الأصل إلى مركب بمؤخرةٍ مدببة وقعرٍ مسطح كان يُستخدم في عُمان والساحل الجنوبي للجزيرة العربية. ظل هذا التصميم ذو المؤخرة المدببة شائعًا في البحرين، لكنه تطور في الأماكن الأخرى إلى مركبٍ جزءٌ منه مزود بسطح وله مؤخرةٌ مسطحة وعالية على شكل درع، ومقدمةٌ منخفضة مع مُقَدَّمٍ مقوس. كانت قرينة السنبوك قصيرة، مما زاد قدرته على المناورة، وكثيرًا ما كان يُستخدم في صيد الأسماك. مع الوقت، بات مسمى "سنبوك" يُستخدم بشكلٍ عام محليًا وفي السجلات البريطانية للإشارة إلى أي مركبٍ شراعي. يُكتب أيضًا "سنبوق" ويُلفظ محليًا "سَمْبوك".

شاشة: زورق مبني من جريد النخيل المربوط بالحبال، ومزود بمجاديف أو شراع "ستي". كان يُستخدم كقارب لصيد الأسماك، وقد تميز بمرونته وإمكانية استخدامه في الظروف الجوية الصعبة، ولكن كان يحتاج أن يُترك ليجف عند تشبعه بالماء قبل استخدامه مجددًا.

صورة لزورق الشاشة، ١٩١٨. Photo 496/6/12
صورة لزورق الشاشة، ١٩١٨. Photo 496/6/12

شوعي: مركب يكاد يكون مطابقًا للسنبوك، لكن بمقدّم مستقيم ينتهي بتقوسٍ مزدوج في عمود المقدم. كان طرف عمود المقدم يُطلى عادةً باللون الأزرق. وكان للشوعي مؤخرة مدعمة بعارضة تبرز منها ألواح شبيهة بالزعانف. تراوح طولها ما بين أربعة أمتار ونصف إلى ستة أمتار تقريبًا، وطاقمها ما بين ستة إلى عشرة صيادين.

غُراب: سفينة ذات مقدمة بارزة وصاريين أو ثلاثة، شاع استخدامها في الهند والخليج. وهي مسطحة وواسعة نسبيًا مع مؤخرة مربعة، وكان يتم تسليحها أحيانًا.

غَنْجة: نوع من المراكب التي كانت تُبنى في صور، ويشبه البغلة سفينة تجارية كبيرة. والكوتية إلى حدٍ كبير. تتميز الغنجة بمؤخرةٍ عاليةٍ ومربعة، وإن كانت نقوشها تتسم بالبساطة مقارنةً بالبغلة، وسطحٍ ناتئٍ فوق مؤخرتها. كانت صواريها، التي يبلغ عددها اثنين أو ثلاثة، مجهزة بأشرعة "لاتين". وكان حجم الغنجة يتراوح من مراكب صغيرةٍ حمولتها عشرون طنًا إلى مراكب أكبر قد يصل طولها إلى حوالي ٣٠ مترًا.

كوتِيّة: سفينة شديدة الشبه بالبغلة والغنجة، وكثيرًا ما كان يُخلط بينهن إذ كان لثلاثتهن نوافذ خلفية علاوةً على كونهن السفن المحلية الرئيسية العابرة للمحيطات. غير أن الكوتية تميزت بوجود حفرٍ لرأس ببغاء يواجه الخلف على عمود مقَدّمها، بينما خلا مقدم البغلة سفينة تجارية كبيرة. من أي حفر. كما كانت الكوتية تتميز بمؤخرة مستديرة، في حين كانت مؤخرتي البغلة سفينة تجارية كبيرة. والغنجة مربعة. استُخدمت الكوتية عادةً كمركب شحنٍ سريع وليس كسفينةٍ حربية، وربما اقتُبس تصميمها من المراكب الهندية.

لَنْج: مصطلح عام يُستخدم في الخليج للإشارة إلى مراكب صيد الأسماك أو مراكب نقل البضائع ذات المؤخرة المسطحة.

مُهَيْلَة: مركب عراقي له صارٍ واحد بتجهيزٍ طولاني، يُستخدم لنقل البضائع عبر الأنهار.

صورة "مهيلة" راسية في المحمرة [خرمشهر]، ١٩١٧. Photo 496/6/42
صورة "مهيلة" راسية في المحمرة [خرمشهر]، ١٩١٧. Photo 496/6/42

«ناوري»: مركب هندي يشبه الدنقية كان يُبنى على الساحل الشمالي الغربي للهند. وعلى غرار الكوتية، كان عمود مقَدّم الناوري يحمل رأس طائرٍ منحنٍ مع شعارٍ على طرف العمود.